Posts

Showing posts from July, 2017

الواقعية المفرطة Hyperreality

Image
إذا أفلس التاجر... الواقعية المفرطة (Hyper-reality) عند جان بودريار (1927ـ2007) محمد عثمان دريج، 2008   تمهيد: كانت من ضمن الهدايا التي وصلتني خلال أعياد الميلاد الماضية (2007) باقة زهور متوسطة الحجم. كانت الزهرات داكنة الحمرة و كانت أغصانها داكنة الخضرة. و كنت قبل تلقى هذه الباقة قد رأيت مثلها (هكذا خُيِّل لى) منصوبة امام موظفى الصرّفات فى مصرف مجاور. لفتت إنتباهى زهرات المصرف والتي عندما إقتربت منها و تحسستها تيقنت من أنها كانت صناعية و ليست "طبيعية". و بناءاً على تلك النتيجة "المخزّنة" فى ذاكرتي تعاملت بالمثل مع باقة الزهور الهدية على إعتبار أنها هى الأخرى صناعية مثلها مثل الكثير مما يستخدم اليوم لأغراض الزينة و خلافها. و لكن بعد أيام قليلة لاحظت أن الباقة الهدية قد بدت فى حالة أشبه إلى الذبول و كان لسان حالي يقول "أيعقل" أن تذبل حتى الأزهار الصناعية؟ من أين لها بهذا الإمتياز؟ و لكن لدى اقترابي منها و تحسسى لها إندهشت عندما إكتشفت بأن باقتى لم تكن صناعية بل كانت "طبيعية". حاولت معالجة الأمر و تقديم الماء و الهواء و

لن نصبر على طعامٍ واحد

لن نصبر على طعامٍ واحد هذا المقال تكثيف لدراسة كاملة. كاتب المقال لا يتبع أي طريقة أو نظام غذائي مدخل أول في العام 1999م، نشر طبيب مختص بدراسة الأمراض الوارد ذكرها في الأناجيل ورقة بحث حول وباء طيور السمان الذي أصاب اليهود ابان تيههم في صحراء سيناء، عقب خروجهم من مصر في عهد النبي موسى. ذكر الطبيب في تلك الورقة عدداً من مشاكل الصحة العامة التي حدثت آنذاك وعلى رأسها أزمة الغذاء التي تعرض لها اليهود. ووصفت الورقة ما ورد حول هذا الأمر في التوراة بأنه كان وباءاً ناجماً عن استهلاك اليهود لكميات من طائر السلوى (السمان) وذلك بعد أن غيّر الله خط سيره وبعث أعداد هائلة منه بطلب من النبي موسى. ثم خلصت الورقة التي اشتملت على تجميع القرائن والأحوال، والأعراض، وحركة هجرة طائر السمان، ووصف الطائر نفسه، إلى أن ما حدث هو تسمم غذائي باكتيري. معروف من رواية العهد القديم أن قوم موسى خرجوا من مصر في جماعات ضخمة وعندما جاعوا في الصحراء أرسل لهم الله، بطلب من موسى، المن والسلوى وفيراً ولكنهم كانوا قد اشتاقوا لمصر فرعون التي أكلوا فيها، رغم عبوديتهم من قبل الفراعنة، اللحوم والخضروات والأس

كومباكت

نص قصصي كومباكت كيف تنعمل اجازة كومباكت؟  لدي أيام لابد أن أستعملها.  بمجرد أن أخذت الإجازة صارت الأشياء سائلة وصنعت لنفسها جداول ودروب. ما مِن موضوع واحد، كنت  أنتظر له الإجازة، مدّ رأسه!  الغناء الذي قلت، أضايرو، بهنا وهناك ثم أسمعه حتى ينهري، زاغ مني، في اليوتيوب، مثل زوغان سمك الصير من شباك قديمة.   اجازة يصعب الامساك بها. وهو ذاته، فكرة إجازة كومباكت، من أين جاءت؟  لست أدري. أغلقت باب الغرفة من الخارج وعدت لها من شباكها الضيّق ولحظتها جاءني، على خفيف، معنى إجازة كومباكت، بالله لغاية ما سلخت يدي مكان الكوع الّذي لا أعرف كيف ألحسه. طيب، كل شئ، موجود داخل الغرفة، له صلة بالإجازة، لكن الغرفة نفسها تحتاج تدعيم، لأن الأشياء في سيولتها، كما تعلم، لا أحد يدري ما يخبئه لك كتابٌ أو سي دي أو، ربما يخرج من اطاره وطوره، ذلك الشيخ في الصورة، الذي وقع عليّ وقعاً غريباً، كشئ غير مؤكد، أنه أحد أعمامي من ماضٍ سحيق.   أشياء الغرفة، فيما بدا لي، هي التي ستتولى مسألة أن الأمر كله سيكون كومباكت. فهنا كتاب صعب، وآخر أصعب منه هناك، كما أنني عادة لا أحرّك هذا الكتاب ا

Khartoum Baloum 2/2

Image
خرطوم بلوم في رؤية نجلاء التوم الجزء الثاني أعتقد أن نجلاء قد راهنت على افلات ممكن. بل أعتقد أنها أفلتت بالفعل لأنها استخدمت مطلق القول الشعري والجمل المتأبية على الشرح. وأصرت أن نأخذ نصها جميلاً أو لا نأخذه. ولكن أبو القدح لما (يلبد جوا قدحه) هل (مافي طريقة نسله؟) وبالنظر لما أتت به نجلاء في مخاطبتها لناجي البدوي في زمان سابق فهي لا تملك أن تكون أقل من شاعرة. إذ أنها لا ترضى أن تكون، مثلاً، وليمة لأعشاب البحر أو أي خرابيط أخرى تقل عن أن يزدهي بها قمرٌ قادم!   ولعل كواسة التقية في العبارة الشعرية هي من أحدث وسائل الوقاية وربما تؤسس لاستباق قاتل وهنا بالضبط قد يبدو أن نجلاء التوم سيأتي يوم تستعمل فيه هذا الاستباق في ردها على أي عوارات محتملة.  نجلاء الآن، تبدو مثل أنثى تمساح ماكرة عبرت وفي معيتها أغراض ابراهيم حسين والجابري وآخرين تدخرهم لتفقيسةٍ وشيكة لأحسن بيض يتخلق منه التهديد القادم لأفهام سكان بحر أبيض. تدعونا الشاعرة الى "رحلة متحللة من كل غاية" رغم أن ما ينتظرنا في آخر الرحلة هو...هويتنا! وهذه ربما كانت أقل وسائل البحث عن الذات

Khartoum Baloum 1/2

خرطوم بلوم "ننطلق في رحلة متحللة من كل غاية" ن ع ت المقال القيافة للشاعرة الأولى نجلاء عثمان التوم الذي تصدت له الأقلام التقليدية بتوصيفات ...مثل الخطرفة والذي راح بسببه بعض الموسيقيين المتقاعدين في خطرفة تخصهم، هو من أجمل ما قرأت عن الغناء السوداني! ذلك أن الشاعرة التي لا تخطئ صياغاتها العين العارفة بحفريات النظم، تنتقل في صكوك غير مألوفة وعبر الافهام الجاهزة لتمرر شهادات حسن القريض على من يقرأ بتوقع الطرب والشعر في مقال يكتبه شاعر/ة. ولكم هو طمّاع من يبتغي الشعر في مقال! ليس هناك ثوابت وليس هناك سواهل فنجلاء تسأل قارءها محذرةً له أن تشريح الأصالة قد يودي إلى مجزرة! فهل يمكن تشريح الأصالة؟! وهنا احالات لامعة لواقع يتقمص أصالتَه مَن هم على سدة فنائه وهو سؤال الراهن بامتياز فمالكم كيف تنقدون! اقرأ مقال نجلاء عثمان التوم هنا مقال نجلاء عثمان التوم تبشرنا الشاعرة الأولى أن هذي (الرحلة المتحللة من كل غاية) ستفضي بنا، حين نقوى على نزع السُتر والأقنعة، إلى لا شيئ سوى هويتنا! ولا يقول الشاعر غير ذلك إلاّ إن أراد الوقوع تحت نير التقليدية والمباشرة. كما لا يبتعد هذا القول