Posts

Showing posts from April, 2020

1/3 جليد نسّاي

إعادة نشر 1/3 جليد نسّاي قراءة في رواية الرجل الخراب عبد العزيز بركة ساكن الجزء الأول أيها القارئ المرائي، يا شبيهي، يا أخي - بودلير، شاعر فرنسي الفكرة الرئيسة [عند إليوت] هي أننا، حتى ونحن ملزمون بأن نعي ماضوية الماضي..، لا نملك طريقة عادلة لحجر الماضي عن الحاضر. إن الماضي والحاضر متفاعمان، كلٌ يشي بالآخر ويوحي به، وبالمعنى المثالي كلياً الذي ينتويه إليوت ، فإن كلاً منهما يتعايش مع الآخر. ما يقترحه ت س  إليوت بإيجاز هو رؤيا للتراث الأدبي لا يوجهها كلياً التعاقب الزمني، رغم أنها تحترم هذا التعاقب. لا الماضي ولا الحاضر، ولا أي شاعر أو فنان، يملك معنىً كاملاً منفرداً- إدوارد سعيد، استاذ الأدب الإنجليزي الطريق إلى الحقيقة يمر بأرض الوساوس - شانون برودي، عاملة صيدلية. يبدو مفارقاً، بل غرائبياً، أن تُهرع لقصيدة ت س إليوت (الأرض الخراب) كي تعينك على فهم استلهام عبد العزيز بركة ساكن لها في كتابة روايته القصيرة، الرجل الخراب. فالمفارقة هي أن القصيدة المكتوبة في 1922، وبما عُرف عنها من تعقيد ووعورة، تحتاج هي نفسها لعشرات الشروحات،

نصوص قصيرة، أيمن هاشم

نصوص قصيرة أيمن هاشم كانت السيدة العظمى قد إنتصرت لتوها علي ألمانيا، في المنطقة الغربية-راجا تحديداً، تجمعت الحشود، ذبحت الثئران، وزعت البيرة، كان موكب النصر يتقدمه جنود الشرطة، أمسكوا بالبنادق بقوة، تحت سواعدهم، دكّوا الأرض من تحتهم، في ميدان العرض حيث يجب أن يؤدى شكر المملكة التي لا تغيب الشمس عنها، كانوا يرددون أغنية بعربي جوبا، كلها نداءات لفتاة من قبيلة الباندا، أداها ذلك الشرطي في المنتصف بصوت كله رجاءات- لم يكن هنالك طريقة أفضل للإحتفال بنهاية الحرب العالمية الثانية. ضجر في أدغال مديرية جوبا، كانت الكنيسة عبارة عن كوخ صغير، تظلله شجرة ضخمة و بابين صغيرين، بيت القش هذا سيصبح فارغاً عما قريب؛ يقول دينق، و الأولاد شوشهم ما تقوله يا حضرة الأب الجليل، إنهم يتضجرون، أنظر إليهم إنهم يترنمون بمقدس، مقدس، مقدس..من الصباح و حتى المساء، ألا يوجد" تمساح، شعر إمرأة، أو مريسة حتى". نبؤات(1) في فصل الشتاء يمتلئ بحر العرب برعاة الأبقار، تنشط التجارة، يأتي العرب بالأقمشة و الحكايات، يبادلونها بأنياب الفيلة و الأسئلة،عند أسفل النهر نادى رجل من الدينكا على ناظ

ذات الصدفات الست

ذات الصدفات الست حسن الجزولي بعدما أطعمنا مطعم المدينة التي ظلت تضج دوماً منذ ولادتنا بما طاب لها من مآكل ومشارب في عمق سوقها العتيق ـ هكذا حلمت ـ كنا ثلاثة، الذي يتوسطنا كان أكثرنا تفاؤلاً، وأكبرنا كان الأكثر ضحكاً وعمقاً، وكنت أقلهما عمراً. خرجنا من هناك نتعمق أكثر في باطن المدينة والسوق، وفي طرف قصي، ندهتنا إحدى "الإعرابيات" التي كانت تجلس أمام ودعاتها الست، فقدّرنا أنها ضاربة له. جلسنا حداها ونحن نتوق للسخرية وتزجية الوقت، قالت إن صدفاتها لا تخيب. طلبنا منها قراءة طالعنا، ونحن نؤمل النصر المؤزر، كان ذلك أوان منتصف تواريخ البلاد التي تقصف بالأعمار الموغلة في الرحيل، أوسطنا كان خارجاً لتوه من أوج الرحيل السياسي، وأكبرنا كان متدثراً بحضوره المفرح، بينما توغلت أنا متوجساً من سحر عينيها، المرأة تلك وبعينيها الساحرتين، وبمجرد أن رمت بودعاتها الست، التي تفرقت قطعة إثر قطعة في جهات الأرض الأربعة من حولنا وكأنها أيدي سبأ، رفعت رأسها بتؤدة العرّافة العريقة في رؤواها التي ما خابت يوماً، وكنا نجهل معرفتنا بها، هذه الوداعية التي لم نرها في هذا السوق مطلقاً، مع أننا نحفظ