Posts

Showing posts from December, 2015

الوالد العليم

Image
الوالد العليم نص قصصي ------------------ - لِف بشارع موشار. - موشار دا ياتو؟ - بكان البنك الأخضر. لَفّ بشارع موشار. - أقيف هنا. صمت محدثه برهة، كأنه يتحسس الشارع من ثقب في جيبه اليمين الذي دس فيه يده. - شفت محل الاسكافي دا، جنب التقاطع؟ أصغى إليه وهو يراقب، من مرآة السيارة، عسكري المرور البعيد المترنح. - أها دا مكان حوادث معلوم. ثم دعاه لمعاينة التقاطع مضيفاً: - اشارة المرور الصفراء هنا بتتأخر شوية ما زي الباقيات. لم يكن السائق مكترثاً رغم جدة المعلومات عليه. عبرت بذهنه، بلا وعد بتحقق، عبارة دارجة. آثر أن يتأمل طبلون السيارة بأسطحه اللامعة وعداداته الأنيقة. سمعه يقول بنبرة جادة: - فهمت كلامي؟ دا مكان حوادث! عنت له فكرة محاججة بين أب وأبيه، علّها تكون مقبولة فقال: - أبوي ياخي الموضوع دا.. قاطعه قائلاً: - ما تقول لي. أمشي حزا الطريق السريع ولف بشارع باقار. - يا بوي ما بعرفو. ما كان عندي رخصة. - خلاص هسع عندك رخصة وعندك عربيتي الجديدة دي. بس تعمل حسابك. خد يمينك، قبل الاشارة. حاسب، وراك

سينما صحارى

Image
تمنح الصحراء الأفلام المصنوعة فيها نوعاً من المجد. الصحراء، ذلك الإمتداد من الرمال الرحب المتموج، بكثبانه الغامضة. ذلك العطش في وقع أقدام مسرعة وتلك الظلال المنطرحة على خيبة أمل. حتى من وراء كتف الممثل يبدو مشهد الصحراء آسراً. ودونك عمل "باريس، تكساس1984" ل فيم وندرس، الذي يستمد صوراً من الصحراء بالغة الإبهار، حيث يخرج ترافيس ليحاول إصلاح العلاقات في أسرته المنقسمة. لقد تجوّل ترافيس هذا، كما يحكي الفيلم، مراراً في هذا المكان الذي لا لغة له ولا شوارع. كان يهجس بتصوّر باريس، وهي بلدة في ولاية تكساس، على أنها الصحراء ولم تكن هي كذلك. وتجيئ اللقطة الأولى من الفيلم كما لو أنها مأخوذة من عين طائر فوق الصحراء ما يحدوك للتفكير في أن السعفة الذهبية التي أحرزها الفيلم في مهرجان كان جاءت تجسيداً لرمال الصحراء الذهبية. وكانت مجلة نيوزويك قد رأت الفيلم كقصة عن أرض غنية يضيع الناس فيها بلا أمل. وهكذا يبدو أن حديث المفكر بودريار عن أميركا يأتي من نفس الباب الذي تأتي منه معالجة السينمائي فيم وندرس لمضمون الحياة في أمريكا. وكلا الرجلين أوربيان. بودريار، الذي لم يصنع فيلماً، يستخدم ا