Posts

Showing posts from September, 2016

افتقاد الغياب

Image
فكرة افتقاد الغياب، من جراء الإتصالاتيه الفاجرة، فكرة أشرقت عليّ وأنا أقود سيارتي صوب مجهول تستسهله الخرائط وانبثاقات الطرق بقدر ما هي تقصيه. الصورة أعلاه أخذتها في اللحظة التي بدا فيها الغياب مهولاً، لا تحتويه فكرة إفتقاده. كما لو أنها المرة الاولى التي يبدو فيها العالم كبيراً، كبيراً، مثل ما هو دائماً حين نكف عن سذاجة نظرتنا إليها من خلال عدسة. أليس بائساً أن نقتنع بفكرة رؤية العالم من خلال عدسة. ولماذا عدسة وليست دليبة أو بُرمة؟ لماذا ينطوي تآنسنا مع الوجود علي خُفية وتلبد؟ لماذا نتلصص من خرم في باب الحياة، لهذا الكثير المنبهل أمامنا؟ الفكرة أن تفتقد الغياب وتشتاق لفصم عروة، disconnect في لحظةٍ ما وتستثمر ذلك في إعادة ترتيب قوامك الرقمي من فوضى المعرفة التي تعتريه. أن يلقي بك الطريق قرب هوة صديقة أو ينبجس غديرٌعن طائر بين فكيه سمكة، ثم لا يلبث يصعّد، يتصعد، إن شئت، كأنه يعلم أن بسيارتك كوةً عليا مفتوحة على السماء، وأنه قد راقه أن يدلي إليك العشاء بسمكة، ولات حين ديجيتا! أنت أمام عالم لا يعتد برقمية خلعوها عليه. فبما إلفة قديمة مع السماء ذللت صعاب التك

ونذكر سين

ونذكر سين سردٌ أقصى حريٌ بذاكرة قصوى ********** أطلت مكوثي بها بعدك ردحاً وكنت ظننت أني، قبلك، ذاهبُ. وأنت الآنَ هناك، هناك، تلحُ عليّ بأسئلة النار. ألا تكف عنها يا غريبْ؟ حتى وأنت بين يدي مليك قهارْ؟ ألا إنك في مأمنٍ من سهامي أكيد. ليس كما كنت، سابقأ، تنال عقابك مني سريعاً على أخطاء تسميها صغيرةْ، ونذهب بعدها، أنا وأنت، نحو حلوى طحنية، نحو فولٍ على البازار. أم نحو هُزال الغزَلْ وغزَل الهزلان؟ تقول لي، بناتُ "الأحفاد" يخفن انتظارك وكذا بنات "كلية المعلمات". حسنٌ، حَسن. ولكني أخاف حَسن(1) وليمونه القشعري أكثر من خوفي على ما بدا لي كشيئٍ بلا كيسيّ صَفن! وكنتَ تقول لي: عيبٌ، فهذا شعارٌ مجلسنا البلدي. كنت أقول لك بل هو ما نصب الاغرابُ فوقنا حين أزف رحيلهم لنذكرهم بغيظْ، وتضحك. كان يسرك أن أقدح في بريطانيا العظمى وكنتَ تشكر أنت روسيا بلشفية. كنا نخاف كذلك خ، ويصعب وضعها بين قوسين، فالشداد شدادٌ حتى على اللغة. ودعنا الآن منها فهي قصوى، حريٌ بها السرد الأقصى. كذلك كنا نخاف ونهوى تلك البنت سلوى. أتذكرها؟ كانت تمر كمر الغمام على

جليد نسّاي - 2/3

3/2- جليد نسّاي قراءة في رواية الرجل الخراب عبد العزيز بركة ساكن الجزء الثاني () هنالك شبهة استلهام، إن كان ذلك ممكناً أصلاً، في مستهل القصيدة، أو الابيجراف، نجدها في أحبولة حكائية صاغها المؤلف حول فكرة وردت في ذلك الإبيجراف، تحكي عن مصير سِيبل Sibyl التي تمنت طول العمر، ونسيت أن تتمنى معه دوام الشباب، فإنتهى بها الأمر إلى وهنٍ تاقت منه لموتها. إنها هنا، في شخص لوديا شولتز، التي قفز عمرها من 71 عاماً "بصورة ميتافيزيقية إلى 103 عاماً"، أو هي أشبه ما تكون بذلك، أعياها طول المكث في الدنيا وصار حالها أشبه بحال لبيد بن ربيعة العامري حين قال: ولقد سئمتُ من الحياة وطولِها  وسؤالِ هذا الناسِ كيف لبيد. ويتضح لنا أن مضاهاة حساب السن العمرية لا معنى له لأن المقصود هو تبيان قبول لوديا بالموت، رغم خوفها منه، كتحرير لروحها من إسار النفس. () في فصل سيرة المرأة من الرواية نذكر تايريسياس في قسم لعبة شطرنج من قصيدة إليوت، تايريسياس الذي هو كل النساء وكل الرجال ويرى كل مضامين القصيدة لأنه بحسب الأسطورة كان رجلاً ثم تم تحويله لإمرأة، بواسطة الآلهة غالباً، ثم قفل عائدا