Posts

Showing posts from March, 2017

مجاعة

مجاعة (1) كلبٌ جرئٌ قام أمسِ بخطف رأسِ الفهدِ (2) من أمام عشتي على نواحي الجُور. (3) يا أيها الزائرُ ليس هنا طعامْ. إرجع وردَ البابَ خلفك ثم قل للموتِ يدركني، أنا من سادةِ الرُمح وأهفو أن أنامْ (4) *********************** مستوحاة من كتاب I Will Go The Distance لجاكوب أكول. ------------------ هوامش أعلنت حكومة جنوب السودان المجاعة في فبراير 2017. تضع بعض عشائر الدينكا رأس الفهد بعد قتله ليحرس اللحم والسمك المجفف من الكلاب. كتاب أكول أعلاه ص 44. الجُور هو بحر الغزال، من روافد النيل، على ضفافه تسكن عشائر قبيل الدينكا. سادة الرمح spearmasters هم زعماء العشائر ورماحهم مقدسة. نفسه ص 27. ذكر أكول أن سادة الرمح لا يموتون بل يعلنون موتهم بأنفسهم ثم يدفنون أحياء في طقس يليق بهم. نفسه ص 37.

في اضاءة فركة، أو نزع السُتر

قراءة في رواية فركة لطه جعفر (أنزلت هنا، عن طريق الخطأ، مقالاً لكاتب آخر، آسف لذلك) الاربعاء 29/05/2013 في إضاءة (فِركة) أو نزع السُتُر رواية (فركة) للأديب الشاب طه جعفر الصادرة عن مركز عبدالكريم ميرغني الثقافي في طبعتها الأولى يناير 2011 رواية خيالية توثق لبعض تفاصيل واقع الرق في حقبة معينة من تاريخ السودان. وبفوزها بجائزة الطيب صالح للإبداع الروائي في نفس العام، تجد هذه الرواية مكاناً مستحقاً بين الأدوات التي نحتاجها في سبر أغوار أزمتنا الثقافية المتحوّلة، يوماً بعد يوم، إلى تعقيد تبدو أمامه أمنيات السلام، تحت ظل مواطنة حقة ومنصفة، حلماً عصياً. ففي واقع الاستقطاب الذي تفرضه الحروب المفتعلة، و في ظل نظام غير ديمقراطي، قائم على نظرة أحادية للأمور، ترتفع الأصوات السالبة المدفوعة باستخدام نفعي للعقائد، لتضيع وسطها حقائق الوجدان المشترك ويتراجع الناس نحو حِمى القبيلة والعشيرة آخذين معهم التاريخ إلى مكامن البدايات الرطبة المعتمة. فالرواية هي عودة بالذاكرة لبعض هذه البدايات، وتذكير مرير بما درجنا نلتف حوله، ونصم آذاننا عنه وكان الأجدر أن نتطهر من المسكوت عنه بالمجاهرة بوقائ