! يا عم
Jun 5, 2016
آلهة أمريكية نيل جيمان مقطع مترجم بتصرف أوتوستوب تك، تك، طق. فتح شدّو عينيه
بصعوبة، اعتدل في جلسته وأحس بالبرد. كانت السماء خارج السيارة في احتدام البنفسجِ
والأحمر من ألوان الأصيل. تك، تك، طق. سمع شدّو مَن يقول يا سيد والتفت، كان شخص ما
يقف قرب السيارة، لم يكن أكثر من خيال أغبش على خلفية أول الليل، فمد شدّو يده
وأنزل زجاج السيارة بعض الشيء وتثاءب ثم قال هاي! - إنت كويس يا زول؟ ولا عيان؟ كنت
بتشرب؟ كان الصوت حاداً، صوت امرأة أو صبي. قال: أنا بخير، دقيقة. فتح باب السيارة
ووقف يمط يديه ورجليه، كانت تؤلمه، ثم فرك راحتيه كي يتحرك الدم فيها وتدفأ. قالت:
واو، أنت زول ضخم. - بيقولوا عليّ كدا، إنتا منو؟ - أنا سام - سام ولد ولا بنت؟ -
أنا بنت. كان اسمي سامي وكنت بخت وجه باسم بين سام وحرف الياء، لكن بعد شوية لقيت
تقريباً كل زول بيعمل كدا، فوقفتها. - طيب يا بت الناس، كدي أمشي أقيفي هناك وخلي
بالك للشارع. - ليه؟ إنت قاتل؟ مجنون ولا حاجة؟ - لا. عايز أبول، عايز شوية خصوصية.
- لا، صاح، فهمتك. نو بروبلم. معاك في دي. أنا برضه ما بقدر أعمل كدا لو في زول في
الحمام جنبي. عندي مشكلة كبيرة، متلازمة المثانة الخجولة. - طيب خلاص من فضلك. ذهبت
البنت للجانب البعيد من السيارة ومشى شدّو خطوتين ووقف جنب سياج مزرعة ما وقام بحل
سوستة بنطلونه وبال على عمود خشبي متكول. بعدها رجع للسيارة وكان ظلام الليل قد
أشتد. قال لها: إنتي لسه واقفة؟ - طبعاً. إنت عندك مثانة بحجم بحيرة تانا. ياخي
ممالك سادت ثم بادت في الوقت الكنت بتبول فيهو. سامعاك الوقت دا كلو. - شكراً، إنتي
كنت عايزة حاجة؟ - كنت داير أشوف انت كويس ولا مالك. يعني لو كنت ميت ولا حاجة كنت
ح أتصل بالشرطة. لكن قزاز العربية كان عليه ضباب شديد فقلت إحتمال الزول دا يكون
حي. - إنتي بيتكم في الحتات دي؟ - لا. أنا بركب يا عم ماشه ماديسون. - دي حاجة
خطيرة. - لي تلاتة سنين بسوي كدا خمسة مرات في السنة وتراني عايشة. إنت ماشي على
وين؟ - أنا ماشي لحدت كايرو. - طيب تمام. أنا ماشه الباسو إجازة عند ناس عمتي. - ما
بقدر أوديك لغاية هناك. - ما الباسو حقت تكساس، الباسو التانية، في إلينوي. كم ساعة
كده في طريقك. إنت عارف إنت وين؟ - لا. ما عندي فكرة، في مكان ما على الطريق السريع
اتنين وخمسين. - المدينة القدامنا في الطريق هي بيرو، مش ديك بتاعت أمريكا
اللاتينية. ممكن أشم ريحتك. دنقِر لي شوية. أمال شدو رأسه ناحية البنت كي تشم وجهه.
قالت: أوكي. ما فيك ريحة شراب، يعني ممكن تسوق. أرح. - هسع عرفت من وين إنه أنا
وافقت آخدك معاي؟ - من كوني آنسة في وعسة. وإنت فارس في...مفازة، المهم. عربيتك
وسخانة لكن. في واحد كاتب ليك في القزاز الوراء أديني غسلة. دخل شدو السيارة وفتح
الباب الذي على يمينه. اكتشف أن السيارة ليس بها نظام يفتح النور عندما ينفتح
الباب. لكنه أجاب على قولها إن أحدهم كتب على زجاج السيارة الخلفي قائلاً: لا مافي
زول عمل كدا. ركبت البنت بجواره وقالت له: هو شنو؟ دا أنا ذاتي. أنا كتبت الكلام ده
لما كان لسه في ضو. أدار شدّو السيارة وفتح الأنوار، واتجه على جهة الطريق السريع.
قامت سام فقالت له، من باب المساعدة: لِف شمال. لفّ شدّو شمال وواصل، وبعد كذا
دقيقة اشتغل السخّان وعمّ السيارة دفء جميل. سام قالت: ياخي ما تقول حاجة. قال لها:
هل نحن بشر؟ مخلصين للخير، أولاد مره وراجل؟ قالت له: أكيد. - أوكي. بس بتأكد. أها
عايزاني أقول شنو؟ - حاجة تطمئنّي في اللحظة دي. فجأة كدا داهمني إحساس، أوه شيت
أنا في العربية الغلط مع زول مجنون! - آي، الإحساس دا جاني قبل كدا، سمح إنتي ال
بيطمنك شنو؟ - يعني ممكن تقول هل إنت سجين هارب ولا كتّال كُتلة، سفاح. فكّر شدو
قليلاً وقال: - تعرفي، أنا حقيقة ما النوع دا. - لكن شكلك سهيت كدا، موش؟ - إتحاكمت
وقضيت مدة في السجن، لكن ما كتلت زول. قالت: يا الله! ودخلا مدينة صغيرة، مضاءة
بمصابيح في الشوارع، وفيها لمبات الكريسماس تفتّح وتغمّض فأخذ شدّو نظرة على يمينه.
كانت البنت بشعر أسود، قصير ومتشابك وذات وجه جذّاب، ولكن في نفس الوقت، قرر شدّو،
فيه شيء من الرجولة. ملامحها بدت كأنها نُحتت من صخر. وكانت هي أيضاً تنظر إليه. -
كنت في السجن مالك؟ - عوّقت لي نفرين شديد، كانوا زعلوني. - وكانوا بيستحقوا كدا؟
شدّو فكّر، ثم قال: دا كان رأيي وقتها. - بتعمل كدا تاني؟ - طبعاً لا. أنا فقدت
تلاتة سنين في السجن. - أممماك، إنت فيك دم هنود حمر؟ - ما بعرف. - شكلك بيقول كدا.
- آسف، خذلتك. - ما في مشكلة. إنت ما جيعان؟ - ممكن آكل. - بعد إشارتين كدا في محل
كويس. أكل كويس ورخيص. ركن شدّو السيارة في الموقف. نزلا منها ولم يهتم بتأمين
الأبواب، فقط وضع المفتاح في جيبه، وأخرج بعض الفكة ليشتري جريدة. وسأل سام: -
بتقدري على أسعار محل زي دا؟ - نعم، ثم رفعت حنكها وأضافت: بدفع لي روحي. هز شدو
رأسه وقال لها: أقول ليك حاجة؟ ما نعمل طرة وكتابة. لو وقعت ليك طرة تدفعي لينا
الإتنين لو وقعت ليك كتابة عشاك عليّ. قالت له بنبرة شك في صوتها: بس أشوف العُملة
في الأول، النحاسة. أنا كان عندي عمي عنده ريال كتابة بالجانبين. عاينتْ القطعة
المعدنية وتأكدت أنها سليمة. قام شدّو بوضع القطعة المعدنية، وجانب الصورة فيها
للأعلى، على ظاهر إبهامه، وغش في الرمية فلّفت القطعة و تأرجحت، وقبضها ثم قلبها
على باطن يده الشمال ثم أزاح يمينه قدام سام. فقالت بسعادة: كتابة، العشاء عليك. -
صاح، ما كل مرة الواحد يفوز. طلب شدو رغيف محشو باللحم، وطلبت سام لازانيا. قلّب
شدو الجريدة ليرى إن كان فيها خبر عن شخصين ماتا في قطار بضاعة، لم يجد خبر كهذا،
القصة الوحيدة الملفتة، موضوع الغلاف في الجريدة المحلية، تحكي أن البلد موبوءة
بالغربان بأعداد غير مسبوقة. وأن الأهالي يريدون تعليق غربان ميتة في المباني
العامة كي تخاف الغربان الحية. وقال لهم علماء الطيور إن ذلك لن ينفع لأن الغربان
الحية، ببساطة، ستقوم بأكل الغربان الميتة دون أن تغادر. وقال أحد الأهالي في إصرار
إن الغربان، عندما يروا جثث أصحابهم، سيعلمون أننا لا نريدهم هنا. وجاءت نادلة
بالأكل على أطباق ممتلئة، بوخها يلوي، وكان كتيراً. قالت سام بفم ملؤه الطعام: أها
كايرو عندك فيها شنو؟ - ما عندي فكرة. جاتني رسالة من المدير قال لي تمشي هناك. -
إنت شغلك شنو؟ - مراسلة. ابتسمت ثم قالت: غايتو أكيد أنتم ما مافيا، ما بتشبههم،
شوف العربية الخرا اللي انت سايقها دي. ليه عربيتك فيها ريحة موز؟ هز كتفه وواصل
أكل. سام قامت ضيقت عيونها وقالت: - تكون مهرب موز؟ ما سألتني انا بشتغل شنو لي
هسع. - خمنت انك لسه في المدرسة. - جامعة ويسكونسن، ماديسون. - حيث، بلا شك، تدرسين
الفن والتاريخ والدراسات النسوية وإحتمال تكوني بتصبي بيدينك جوائز برونزية، أو
تكوني شغالة في قهوة عشان تغطي الإيجار. سام رمت الشوكة ونفخت وسألته: - عشان ني*ة
شنو بتعمل فيني كده؟ - شنو مالك؟ عارفك ح تقولي إنك بتدرسي الادب واللغات وعلم
الطيور. - يعني عايز تقول إنو داك كان تخمين محظوظ أو حاجة. - هو شنو؟ عاينت له
بعيون داكنة وقالت: - إنت زول غريب يا سيد...، إسمك ذاته ما عارفاه. - بيقولوا لي
شدّو لوت فمها بامتعاض، كأنها ذاقت شيئاً لا تحبه، ثم لاذت بالصمت و أحنت رأسها،
تخلّص على اللازانيا. قال لها: عارفة ليه الحتة دي سموها مصر؟ - على جهات كايرو؟
نعم. لأنها واقعة في دلتا نهر أوهايو ونهر المسيسبي، زي كايرو ال في مصر، في دلتا
نهر النيل، في إفريقيا. - كلام عقل. استرخت في جلستها وطلبت قهوة وفطيرة بكريم
الشوكولاتة. وتخللت شعرها الأسود باصابعها. - إنت متزوج يا سيد شدو؟ ثم أضافت بعد
أن تردد هو: أمك، دا تاني سؤال محرج، موش؟ قال: دفنوها يوم الخميس الفات دا. اختار
كلماته بعناية وواصل: ماتت في حادث سيارة. - يا الله، يا يسوع، أنا آسفة. - أنا
ذاتي. ومرت عليهما لحظة مرتبكة وقالت: أختي بت أمي برضو فقدت ولدها، اللي هو أنا
خالتو، نهاية السنة الفاتت. حاجة صعبة. - نعم صعبة، مات بي شنو؟ شفطت شوية من
قهوتها وقالت: ما عارفين. ما عارفين إنو مات ذاتو. أختفى. لكن كان عمره تلتاشر سنة
بس، عز الشتا الفات. الحاجة دي دمرت أختي جداً. - ما في أي، أي أدلة؟ بدا شدّو مثل
شرطي في مسلسل تلفزيوني. وأعاد صياغة كلامه: أعني، هل شكوا في أي فعل جنائي؟ وخرجت
هذه العبارة أسوأ من التي قبلها وقالت هي: هم شكوا في نسيبي اللي هو أبوه. كان قن*ط
بما يكفي إنو يسرق ولده. ممكن يكون عملها. لكن دا حصل في مدينة صغيرة في الغابات
الشمالية. مدينة جميلة وحتيتونة كدا، ناسها ما كانوا بيتربسوا أبواب بيوتهم. ثم
شالت نفَسها وهزت رأسها وأمسكت كوب القهوة بكلتا يديها. - إنت متأكد إنك ما فيك شي
من الهنود الحمر؟ - ما حاجة بعرفها كدا يعني. يمكن. ما عرفت كتير عن أبوي. وأظن أمي
كانت ح تكلمني عنه لو كان هو من السكان الأصليين. إحتمال. وعوجت بوزها مرة أخرى،
زهقت من باقي الفطيرة، التي صارت بحجم نصف رأسها، فزقَت الصحن ناحية شدّو. - عايز؟
ابتسم وقال لها أكيد. وخلّص على باقي الفطيرة. الجرسونة مدت لهم الشيك ودفع شدّو.
قالت له سام: شكراً، بدأ الجو يبرد أكثر، وكحت السيارة مرتين قبل أن تشتغل. وساق
شدّو راجعاً للطريق السريع. - حصل قريتي لي زول إسمو هيرودوتس؟ - يا ساتر. ليه؟ -
هيرودوتس- حصل قريتي كتابه تواريخ؟ - لا كدي تعال، ومطت كلمة تعال بطريقة حالمة،
أنا ما قادرة أفهمك. ما بفهم طريقة كلامك. في لحظة كدا شكلك زول جهامة وغبي، ال
بعديها إنك زول بتقرأ مخي المن*وك دا، والبعديها أنحنا بنتحدث عن هيرودوتس. ف شنو؟
لا ما قريت ليه. سمعت بيه جايز في ال ان بي آر، الراديو القومي، ولا موش دا اسمه؟
بيقولوا عليه أبو الكضب. - أفتكر داك الشيطان، ما هيرودوتس. - آآي داك ذاتو أبو
الكضب. لكن سمعت إنه زولك دا أرّخ لنمل عملاق ووحوش بتحرس مناجم دهب، وقالوا كله
طلع تلفيق. - لا ما أظن. هو كتب الحاجات اللي قالوا ليهو أكتبها. يعني زي هو كتب
التواريخ بس. بعدين هي تواريخ جيدة جداً وفيها شحنات من التفاصيل الغريبة، يعني
مثلاً هل تعلمي زمان في مصر لو ماتت بنت جميلة أو زوجة زول مهم، ما كانوا بيحنّطوها
إلاّ بعد تلاتة أيام. بيخلوا الجثة تبوظ في الحر. - ليه؟.....دقيقة، دقيقة، أنا
عارفة ليه. حاجة مقرفة. - وفي التوريخ دي معارك، وحاجات عادية، وبرضه في الآلهة.
واحد يجي جاري عشان يكلم الناس بأخبار المعركة، يقوم يقابل الله في فسحة فيقول له
الله قول لجماعتك يبنوا لي معبد هنا، يقوم يقول ليه حاضر ويجري ويجري وبعد يحكي
للناس أخبار المعركة يقول ليهم، بالمناسبة الله عايزكم تبنوا ليه معبد هنا، يعني
حاجات أمر واقع وكدا. - طيب في قصص فيها آلهة، إنت بتحاول تقول شنو؟ إنه الناس ديل
كانوا بيهلوسوا؟ - لا، ما كدا. قعدت تأكل أظافر يدها ثم قالت: - أنا قريت شوية عن
الدماغ. زميلتي في الغرفة كانت عندها كتب قاشرة بيها في الداخلية. يعني زي قبل خمسة
ألف سنة الفصين ال في الدماغ ديل قاموا إتلحموا مع بعض. قبل كدا الناس كانوا فاكرين
إنه لما الفص اليمين يقول حاجة معناها دا صوت إله بيوريهم يعملوا شنو. كلام عقل
يعني. قال: - أنا بفضل نظريتي أنا. - شنو نظريتك؟ - إنو الناس زمان كان، مرة مرة،
بتصادفهم آلهة في الطريق. - أيوااااا! ورانت لحظة صمت، صوت العربية فقط صار هو
المسموع، كانت الماكينة تنوني، والعادم يعوعي كدليل على علة ما. وسألت سام: تفتكر
هم لسع هناك؟ - هناك وين؟ - اليونان، مصر، الجزر، الحتات ديك. تفتكر لو حُمت في
الحتات ديك ح تشوف آلهة. - جايز. لكن ما أظن الناس ح يفرزوا شافوا شنو. - أراهنك؟
شكلهم بيكون زي جايين من الفضاء كدا. على أيامنا الناس بتشوف الجايين من الفضاء
كأغراب وناس زمان كانوا بيشوفوهم آلهة. إحتمال الفضائيين جايين من الفص اليمين
للدماغ. - ما أعتقد إن الآلهة عملت مجسات شرجية، أو قتلت مواشي بيدها، بتكون سخّرت
ناس عشان يعملوا كدا. قرقرت سام. وسارا مسافة في صمت، بعدها سام قالت: إنت عارف دا
بيذكرني بقصة الإله المفضلة عندي، من الأديان المقارنة، درسناها واحد قصاد واحد،
عايز تسمعها؟ - أكيد. - طيب دي واحدة عن أودين، إله النرويج والحتات ديك، عارف؟ كان
في ملك من الفايكنج على سفينة من الفايكنج، وواضح إنه دا كان في زمن الفايكنج، حصل
إنه سفينتهم وقفت في البحر لعدم وجود رياح، أصابتهم حالة سكون في البحر. قام الملك
قال طيب كويس أنا ح أضحي بواحد من رجالي لأودين لو رسل لينا رياح توصلنا لي أهلنا.
أها جات الرياح ووصلوا للبر. الزول الوحيد الإتفقوا إنه ينضبح كقربان كان الملك
ذاته. القصة دي ما عجبته، وزعل جداً، قاموا قالوا ليه إنها ح تكون مسألة شكلية وما
ح تتأذي. فجابوا مصران حمل ولفوه حوالين رقبته وربطوا الطرف الآخر في فرع لين
وقاموا شالوا قصبة بدل حربة وقعدوا يشكوه بيها ويقولوا ليه أها خلاص شنقناك، ضحينا
بيك لأودين. الطريق صار إلى إنحناء، وظهرت مدينة أخرى سكانها ثلاثمائة نسمة، وهي،
بحسب اللافتة، موطن الفائز بالموقع الثاني في بطولة الولاية للتزلج السريع لما دون
سن الثانية عشر. وظهر أن بالمدينة صالونين لتحضير الجنائز من نوع الحجم الاقتصادي
الضخم. إثنان، على جنبي الطريق. شدّو فكّر، مدينة سكانها ثلاثمائة فكم صالون لتحضير
الجنائز تحتاج؟ بينما واصلت سام قصتها: - أها أول ما جابوا سيرة أودين في لسانهم
إتحوّلت القصبة لحربة وطعنت الراجل في صفحته ومصران الحمَل بقى حبل تيل، الفرع
اللين بقى فرع رئيسي والشجرة بقت تسحب لي فوق والأرض تميد وبقى الملك معلق، بيموت
ودمه نازف من صفحته ووشو أسود. الرجل الأبيض عنده شوية آلهة من**كة بجد، يا سيد
شدّو. - صاح. إنتي مش بيضاء؟ - أنا شيروكي. - دم شيروكي صافي؟ - لا. لترين بس. أمي
بيضاء. أبوي كان هندي من النوع الجد جد، حق المحميات ديك. جا ماري بي هنا، وفي
النهاية تزوج أمي وجابني. وبعد اختلف معاها، رجع أوكلاهوما. - رجع المحمية؟ - لا،
استلف قروش وفتح تاكو بال، قال عايز ينافس تاكو بيل. ماشي كويس. لكن ما بريدني،
بقول علي هجين. - حاجة مؤسفة. - فاكّا منو. أنا فخورة بي دمي الهندي دا. نعم هو
بيساعدني في قروش المدرسة، إحتمال ذاتو بسببه ألقى لي وظيفة يوم، لو ما قدرت ابيع
البرونزيات بتاعتي. - في حل زي دا دايماً. وقف شدّو في ألباسو، إلينوي، أثنين ألف
وخمسمائة نسمة، كي تنزل سام أمام بيت في ضاحية جبلية من طرف المدينة. كان قدام باحة
المنزل الأمامية تمثال كبير، معمول من أسلاك معدنية، لحيوان الرندير أو الأيل،
ومكلل بأنوار متلألئة. - عايز تخش معاي؟ عمتي ح تعمل ليك قهوة. - لا. لازم اواصل.
ابتسمت له وبدت، فجأة ولأول مرة، قابلة للإيذاء. مدت يدها وضربته على يده قائلة: -
أمورك جايطة يا سيد، لكنك ظريف. - دي اسمها الحالة الإنسانية. شكراً لرفقتك. - نو
بروبلم. لو لاقتك أي آلهة في طريقك لكايرو، ضروري تقول ليها هاي مني. ونزلت من
السيارة ومشت نحو باب البيت وضغطت على الجرس، انتظرت أحداً يفتح لها دون أن تلتفت
وراءها. وانتظر شدّو لغاية ما رآها تدخل سالمة. ثم وضع قدمه برفق على دوّاس الغاز
وتهادى نحو الطريق السريع.
thank you
ReplyDeleteاخبار السيارات