سؤال الضهبان


سؤال الضهبان

لا تظنن أنه سؤال هيّن!
أو عليك أن تتأكد أن السائل لم يعد ضهبان. وحتى في هذه الحالة ربما لم يجد الجواب ولكنه فقط تحوّل من (الضهب) إلى حالة أحسن نسبياً ودون تفسير.
أي سؤال هو ليس بالهيّن. وأي سؤال هو لم يُسأل عبثاً ولهوا.
زي، يلاقيك زول ويسأل: كيف اصبحت؟
تجربة وجودية عديل كدا. طيب تعال شوف كمية التزوير في الجواب!
طبعاً مافي زول بيجاوب على السؤال دا بالضبط كدا. كلنا تقريبين في السؤال دا وفي غيره من اسئلة كثيرة.
الجواب هو المصطنع في أغلب الأحوال وليس السؤال!
ياخي حتى السؤال الغبي، الواحد بيتمرمط أمامه.
لذلك سؤال الضهبان دا هو موئل الغناء والشعر الكاذب والبطولات!
ومن الناس من يحاول أن يغشك!
إنهم أهل الاجابات الذين تتكوّر ذواتهم في نهايات الأسطر، مدلهّمة. نقطة سطر جديد!
- هوي انت هه! يعني شايل ليك اجابة كدا وفرحان بيها، قايل السؤال مات!؟
دعني أقول لك: جميع الأسئلة التي سمعت والتي لم تسمع بها، جميعها تتمتع بخلود مطلق!
السؤال فيهو حيوية والاجابة ديمة نايصة.
السؤال بيخلع وجامد. الجواب هو ختة النَفَس، التقية من عصف المشاعر.
السؤال، أي سؤال، فيهو قوة، فيهو شواظ وبيطقطق زي قندول عيش ريف معذّب.
الاجابة قد تكون: آآآي وأيوة وقد تكون: لا لا وأبداً وقد تكون أقصر وأكذب.
والسؤال أخبث من السرطان. وعُصبة! عصبة الأمم السؤال.
عندما تتورط في شيئ فإن الاسئلة تتحرك كقطيع من المرافعين!
غالباً لا يأتيك سؤال منفرد كأنه عاشق، وحتى لو جاءك هكذا فحُط في بالك أن معه أكثر من نيوب الليث، غير بارزةٍ!
ليس السؤال بالشيئ السهل. بالقطع ليس في هوان الجواب!
وفي نهاية أي مطاف فإننا نتذكر الاسئلة أكثر من تذكرنا الأجوبة!
الفيزياء نفسها ليست مخيفة، صاح. ولكن الاسئلة في ورقة امتحان الفيزياء هي أكثر إرعاباً من، نقول، ود أم بعللو (أرجو أن تعجبه الطريقة التي كتبت بها اسمه)!
ومهما راكمنا من الاجابات فإن تعداد الاسئلة في أي مطاف تختاره سيتفوّق بلا شك وبتوفيق من عند الله.
الجواب، أي جواب، لا يُذهب قوة السؤال. ولولا أن أقسو عليك لقلت لك لا يفي بمتطلباته. تغدو الاسئلة في وديانها تعلف الحياة وتروح كي تمارس مجونها الليلي على كل مَن سوّلت له المصائب أن ينشغل باله!
هناك كما أسلفت جيوش من الأسئلة تنتظر من يخوض بها معارك الحياة. والطريف أن من بينها اسئلة تمت الاجابة عليها ولكنها تملك أن تعود (للخدمة) بدون تفسيرات! وهناك اسئلة ليست للاجابة كما قال يحيى فضل الله! خيبة الاجابات هي أنها تعتقد بقضائها على الاسئلة. وهذا غير صحيح! فللسؤال نيرانه التي لا تنطفئ. للسؤال ظزاجة لا تنتهي!
ولكن من أين للسؤال هذا العنفوان والجمود ولاحقاً الخلود؟
سؤال!
الاجابة بكل بساطة هي أن الكون والوجود نفسه قائم على سؤال مسلول كالسيف! وهو سؤال واحد له ملمس زاحف وفي باطنه كل الاسئلة، بدءا بكيف أصبحت ومروراً بسؤال الضهبان وأيان مرساه

</div>

Comments

Post a Comment

Popular posts from this blog

MovieGlobe: Japan's Version of Romeo and Juliet

الواقعية المفرطة Hyperreality