Posts

Showing posts from May, 2016

في شان شوق الدرويش

الطريق إلى الحقيقة يمر بأرض الوساوس (1) هذه بعض أفكار حول الاستراتيجية التأويلية التي استخدمها في مقاربة رواية (شوق الدرويش) للروائي السوداني حمور زيادة. وغني عن القول أن هناك استراتيجيات لا حصر لها. ومن المعلوم أن القراء يختلفون في كيفية تلقيهم للنص الواحد. وأن النص نفسه، أي نص، يضع قيوده أمام التأويلات المحتملة له. فما هي  القراءة التي يأذن بها نص حمور زيادة؟ وماذا فعل زيادة في نصه مما يقلل أويزيد من فرص التأويلات؟ وبإسلوبي أنا كيف كتب حمور زيادة قصته؟ وماهي (الماكينة) التي امتطاها؟ إنها نفس ماكينة الرد على الامبريالية والاستعمار التي تعلي من شأن الانسان المستعمَر ولكن بمردود أقل كثيراً من أمثالها من روايات سبقت. استخدم زيادة في روايته تكنيك الراوي العليم المطعّم بآلية الاسترجاع flashback. ولذلك فإن صوت الراوي، الذي لا وجود له كشخصية في الرواية، يبدو قوباً وذاتياً. إذ  يلاحظ  القارئ أن كثيراً من الأفكار تأتي كما لو أنها صدرت عن ذهن الراوي. وهذا عيب من عيوب التكنيك نفسه وليس من المؤلف. من عيوب تكنيك الراوي العليم أيضاً أن المؤلف هو (إله) النص ومخ...

في شان شوق الدرويش

الطريق إلى الحقيقة يمر بأرض الوساوس (1) هذه بعض أفكار حول الاستراتيجية التأويلية التي استخدمها في مقاربة رواية (شوق الدرويش) للروائي السوداني حمور زيادة. وغني عن القول أن هناك استراتيجيات لا حصر لها. ومن المعلوم أن القراء يختلفون في كيفية تلقيهم للنص الواحد. وأن النص نفسه، أي نص، يضع قيوده أمام التأويلات المحتملة له. فما هي  القراءة التي يأذن بها نص حمور زيادة؟ وماذا فعل زيادة في نصه مما يقلل أويزيد من فرص التأويلات؟ وبإسلوبي أنا كيف كتب حمور زيادة قصته؟ وماهي (الماكينة) التي امتطاها؟ إنها نفس ماكينة الرد على الامبريالية والاستعمار التي تعلي من شأن الانسان المستعمَر ولكن بمردود أقل كثيراً من أمثالها من روايات سبقت. استخدم زيادة في روايته تكنيك الراوي العليم المطعّم بآلية الاسترجاع flashback. ولذلك فإن صوت الراوي، الذي لا وجود له كشخصية في الرواية، يبدو قوباً وذاتياً. إذ  يلاحظ  القارئ أن كثيراً من الأفكار تأتي كما لو أنها صدرت عن ذهن الراوي. وهذا عيب من عيوب التكنيك نفسه وليس من المؤلف. من عيوب تكنيك الراوي العليم أيضاً أن المؤلف هو (إله) النص ومخلو...